لدينا إيمان بأن الناس تمتلك الشغف والمعرفة والمهارات والقوة اللازمة لإحداث تغيير اجتماعي في مجتمعاتهم. كما نؤمن بأن المجتمعات تكون بأفضل صورة عندما يتشارك الشباب والنساء وكل المجموعات المهمشة، وتؤخذ أصواتهم بعين الاعتبار وتُمثّل. لذا فإن هناك حاجة إلى نهج شامل ومُمكِن ورحيم للتنمية والتغيير الاجتماعي، من أجل تحليل وتحدي الممارسات والطرق القائمة بالفعل.
ينبني منهجنا على أربعة عناصر أساسية ينبغي للفعل التنموي مخاطبتها من أجل إحداث تأثير جماعي ملموس، وهي كما يلي:
تنبع قيمة فهم السياق من الافتراض القائل “بعدم انفكاك المعنى عن السياق”، والذي يعني أن نتمتع بالحساسية تجاه أهمية الهوية الفردية والجماعية، والسياق الثقافي، والسياسة والتاريخ الاجتماعي، والتواضع الثقافي. كما لدينا إيمان بأن الممارسات الجيدة لا يمكن نقلها من سياق إلى آخر غير مرتبط به. ينبغي علينا في المقابل الإنصات إلى السياق المحلي ومعرفة كيف ينبغي أن نستجيب له.
الناس هم الأدرى بشئون حياتهم وقضاياهم، وينبغي أن يكونوا في القلب من أي عملية تغيير. لم يعد هناك مجال لفرض تغيير أو تنمية من أعلى إلى أسفل لا تُنتِج ملكية مشتركة لصنع القرار. ونحن نؤمن بأن دورنا يكمن في تيسير تحليل وتعلُم وفعل جماعي، يُنفَذ بالتعاون مع الأفراد المحليين ومن خلالهم، ولا يُفرَض عليهم من أعلى.
لا يهم حجم المعرفة والمهارات التي نطورها ما لم نكن قادرين على تناول علاقات القوة والبُنى العميقة القائمة بالفعل، والتي تستغل الأفراد أو تنتهك حقوقهم. لدينا إيمان بأن الأفراد بحاجة إلى تنمية الحس النقدي لديهم ولدى الآخرين من أجل الدفع بالعدالة الاجتماعية والمساواة في النوع الاجتماعي. تحافظ القيادة المدفوعة بتحقيق العدل على مساءلة السلطة والامتياز طوال تلك العملية.
لا يمكن التعامل مع واقعنا الاجتماعي باعتباره بيئة مُتحكَم بها، بل على العكس، فهو فيض من التغييرات المستمرة وحصيلة تدخلات فاعلين متعددين. كما ينطوي هذا الواقع الاجتماعي على تعقيد بالغ لا يمكن اختزاله في علاقات سببية خطية. والمقصود بهذا الفهم أن يصبح أي تدخل تنموي على دراية بذلك التعقيد ويساعد الأفراد على فهمه واستيعابه. وإذا أردنا القيام بتغيير اجتماعي حقيقي، علينا العمل مع ذلك التعقيد وليس تقويضه.