تتنوع الصناعات الإبداعية ومشاريع ريادة الأعمال في المجال الثقافي والفنون، من ناحية تطوّر عملية الإبداع والمنتجات والخدمات المقدمة، وكذلك التناول والسياق المحيط بهذه المشاريع، لذلك من الصعب تحديد نموذج أعمال أوحد يمكن تطبيقه على جميع المشاريع.

ونظرًا لهذا التنوع، تختلف مصادر الدخل والتمويل من مشروع لآخر، فعلى سبيل المثال: المشاريع ذات الطابع الإنمائي والتنموي صاحبة التأثير الواضح في المجتمع -وهو ما يغلُب على المشاريع الثقافية والفنية- تميل إلى مصادر التمويل التي توفّرها الجهات والصناديق المانحة الدولية والإقليمية والمحلية ومؤسسات العمل المدني الدولية والمراكز الثقافية الأجنبية، أو المنح والهبات الشخصية من فاعلي الخير Philanthropists.

وتعتمد المشاريع والمراكز الثقافية عالميًا على نموذج أعمال يقوم بشكل أو بآخر على مصادر تمويل متعددة، منها تمويل مباشر من الدولة أو المقاطعة أو البلدية/المدينة التي يقع فيها المشروع، لدعم المنتج الثقافي، وضمان استمراريته وإتاحته للجمهور العريض، ومن الدخل الذاتي (بيع تذاكر – تأجير أماكن – بيع خدمات ومنتجات – اشتراكات – رعاية من شركات تجارية Sponsorship)، أما في الدول العربية -ومنها مصر- فيفتقر المجال الثقافي والإبداعي لدعم مؤسسات الدولة والتسهيلات المالية والضريبية التي يمكنها تطوير هذه المشاريع والمؤسسات والتوسع فيها، وضمان استمراريتها واستدامتها.

وفيما يخص المشاريع الرائدة ذات المُنتج أو الخدمة الإبداعية المختلفة، فتعتمد على نوع مختلف من التمويل والاستثمارات المباشرة وبرامج دعم ريادة الأعمال والتوسع Scale up من خلال رأس المال الاستثماري Venture Capital أو التمويل الجماعي crowdfunding إذ بدأت دور النشر والطباعة والفرق الموسيقية بالتوجه إلى التمويل الجماعي، اعتمادًا على القرّاء والجمهور المشجّع لهم لطبع منتجاتها الإبداعية.

يأخذك هذا القسم في عرض لمختلف مصادر الدخل والتمويل التي تعتمد عليها معظم المشاريع الإبداعية والثقافية من أنواع الموارد والأموال والاستثمار، وكذلك طرق التخطيط المالي، ووضع ميزانيات المشاريع بشكل يضمن استمراريتها واستدامتها.